بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و من والاه
سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين
ظلمنا أنفسنا بتفريطنا في حق الله عز وجل إلا من رحم ربي , وذلك بالتوكل على الغير
والله تعالى يقول" وعلى الله فليتوكل المتوكلون"
وخير الأنام صلوات ربي وسلامه عليه يقول " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتعود بطانا "
ظلمنا أنفسنا بتضييعنا لجوهر الصلاة وذلك بالابتعاد عن أسباب الخشوع فتجد أحدنا لايأتي للصلاة إلا متأخرا مستعجلا ..
ظلمنا أنفسنا فضيعنا حقوق الأخوة
فذهب الصفاء والتسامح وحل مكانه التلون فيتبدل الأخ بين حين وآخر إما لدنيا زائلة ركن إليها فتغيرت توا بثه وهو الذي كان يقول أن همته في الآخرة،
قال عثمان رضي الله عنه" ان الله أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة ولم يعطكُموها لتركنوا إليها"
ظلمنا أنفسنا بنسيان أن باب التوبة مفتوحا ونحمـّل خطايانا الآخرين..
لا، إعلم أن الذنب الذي اقترفته أخي هو ذنبك أنت، عليك أنت تتحمل مسؤوليتك واعترف بذنبك لله وتب، إن باب التوبة مفتوحا على مصراعيه ..
فيأيها المغرور بإقباله المفتون بكواذب آماله الذي غاب عنه الصواب إلى كم تؤخر التوبة، وما أنت في التأخير بمعذور،
وإلى متى يقال عنك مفتون ومغرور،
يا مسكين أشفق على نفسك ومن حولك كن واصلا ولا تكن هاجرا وللأصحاب مجافيا وكن عند الحق وقافا .وأستغفر الله..
إذا ماهي التوبة
أفضل تعريف للتوبة ما قاله ابن القيم - رحمه الله - في تعريف التوبة: " فحقيقة التوبة هي الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، والعزم على ألا يعاوده في المستقبل "
كيفية التوبة وشروطها
*الإقلاع عن الذنب.-
* الندم على ما فات، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «الندم توبة" رواه الحاكم وابن ماجه.-
* العلم بقبح الذنب
* العزم على ألا يعود.
*تدارك ما يمكن تداركه من رد المظالم ونحو ذلك قال عليه السلام: «من كان لأخيه عنده مظلمة، فليتحلله قبل أن لا يكون دينار ولا درهم" رواه مسلم
* أن تكون خالصة لله - عز وجل - قال - تعالى -: ( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) [البينة: 5].-
*والتوبة تكون من الله على العبد، ومن العبد إلى الله
قال الله - تعالى -: ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) [النساء: 17].
وقال - عز وجل -: ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [النور: 31].
متى التوبة
*- تكون التوبة في أي وقت قبل الغرغرة،
والغرغرة هي بلوغ الروح الحلقوم، فمن وصل إلى حدّ الغرغرة لا تقبل منه التوبة،
قال صلى الله عليه وسلم "إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر" رواه الترمذي وقال حديث حسن
*وأن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها .
(وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) النساء 18
لماذا التوبة
*قال تعالى " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
لا ليعصون ولا ليلعبون فالعاصي ليس بعابد فمعنى تب أي عد إلى أصل خلقتك.
*أيضاً نتوب لكي ننال حب الله عز وجل, يقول تعالى: " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين" البقرة 222
*نتوب لكي نفر من الظلم إلى الصلاح، يقول تعالى: "ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون" الحجرات 11
نتوب طاعة لأمر الله، قال تعالي في سورة التحريم: " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحاً"
منقول بتصرف من هنا وهناك..
وهذا الوعظ موجه لي أولا.. ثم لكم أخوتي..
أستغفر الله من ذنوبي ومن سيئات أعمالي ..
اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته